فصل: الآية (21)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 21

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏وكذلك أعثرنا عليهم‏}‏ قال‏:‏ أطلعنا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال‏:‏ دعا الملك شيوخا من قومه فسألهم عن أمرهم فقالوا‏:‏ كان ملك يدعى دقيوس، وإن فتية فقدوا في زمانه، وأنه كتب أسماءهم في الصخرة التي كانت عند باب بالمدينة‏.‏ فدعا بالصخرة فقرأها فإذا فيها أسماءهم، ففرح الملك فرحا شديدا وقال‏:‏ هؤلاء قوم كانوا قد ماتوا فبعثوا، ففشا فيهم أن الله يبعث الموتى‏.‏ فذلك قوله‏:‏ ‏{‏وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها‏}‏ فقال الملك‏:‏ لأتخذن عند هؤلاء القوم الصالحين مسجدا، فلأعبدن الله فيه حتى أموت‏.‏ فذلك قوله‏:‏ ‏{‏قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏قال الذين غلبوا على أمرهم‏}‏ قال‏:‏ هم الأمراء، أو قال‏:‏ السلاطين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال‏:‏ بنى عليهم الملك بيعة فكتب في أعلاها أبناء الأراكنة أبناء الدهاقين‏.‏

 الآية 22

أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله‏:‏ ‏{‏سيقولون ثلاثة‏}‏ قال‏:‏ اليهود ‏{‏ويقولون خمسة‏}‏ قال‏:‏ النصارى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وعبد الرزاق، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏رجما بالغيب‏}

قال‏:‏ قذفا بالظن‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مسعود رضي الله عنه في قوله ‏{‏ما يعلمهم إلا قليل‏}‏ قال‏:‏ إنا من القليل، كانوا سبعة‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن سعد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ما يعلمهم إلا قليل‏}‏ قال‏:‏ إنا من القليل، كانوا سبعة‏.‏

وأخرج الطبراني في الأوسط بسند صحيح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏ما يعلمهم إلا قليل‏}‏ قال‏:‏ أنا من القليل، مكسلمينا وتمليخا، وهو المبعوث بالورق إلى المدينة، ومرطوس ونينونس ودردوتس وكفاشطهواس ومنطفوا - سيسوس، وهو الراعي‏.‏ والكلب اسمه قطمير، دون الكردي وفوق القبطي الألطم فوق القبطي‏.‏ قال أبو عبد الرحمن‏:‏ بلغني أن من كتب هذه الأسماء في شيء وطرحه في حريق سكن الحريق‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال‏:‏ كل شي في القرآن قليل، وإلا قليل فهو دون العشرة‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏فلا تمار فيهم‏}‏ يقول‏:‏ حسبك ما قصصت عليك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا‏}‏ قال‏:‏ يقول‏:‏ إلا ما أظهرنا لك من أمرهم ‏{‏ولا تستفت فيهم منهم أحدا‏}‏ قال‏:‏ يقول لا تسأل اليهود عن أصحاب الكهف، إلا ما قد أخبرناك من أمرهم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏فلا تمار فيهم‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ حسبك ما قصصنا عليك‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ولا تستفت فيهم منهم أحدا‏}‏ قال‏:‏ اليهود‏.‏ والله أعلم‏.‏

 الآية 23 - 24

أخرج ابن المنذرعن مجاهد، أن قريشا اجتمعت فقالوا‏:‏ ‏"‏يا محمد، قد رغبت عن ديننا ودين آبائنا، فما هذا الدين الذي جئت به‏؟‏ قال‏:‏ هذا دين جئت به من الرحمن‏.‏ فقالوا‏:‏ إنا لا نعرف الرحمن، إلا رحمن اليمامة - يعنون مسيلمة الكذاب - ثم كاتبوا اليهود فقالوا‏:‏ قد نبغ فينا رجل يزعم أنه نبي، وقد رغب عن ديننا ودين آبائنا، ويزعم أن الذي جاء به من الرحمن‏.‏ قلنا‏:‏ لا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، وهو أمين لا يخون‏.‏‏.‏ وفي لا يغدر‏.‏‏.‏ صدوق لا يكذب، وهو في حسب وثروة من قومه، فاكتبوا إلينا بأشياء نسأله عنها‏.‏ فاجتمعت يهود فقالوا‏:‏ إن هذا لوصفه وزمانه الذي يخرج فيه‏.‏ فكتبوا إلى قريش‏:‏ أن سلوه عن أمر أصحاب الكهف، وعن ذي القرنين، وعن الروح، فإن يكن الذي أتاكم به من الرحمن، فإن الرحمن هو الله عز وجل، وإن يكن من رحمن اليمامة فينقطع‏.‏ فلما أتى ذلك قريشا أتى الظفر في أنفسها فقالوا‏:‏ يا محمد، قد رغبت عن ديننا ودين آبائنا‏.‏‏.‏‏.‏ فحدثنا عن أمر أصحاب الكهف وذي القرنين والروح‏.‏ قال‏:‏ ائتوني غدا‏.‏ ولم يستثن، فمكث جبريل عنه ما شاء الله لا يأتيه، ثم أتاه فقال‏:‏ سألوني عن أشياء لم يكن عندي بها علم فأجيب حتى شق ذلك علي‏.‏ قال‏:‏ ألم ترنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة‏؟‏ - وكان في البيت جرو كلب - ونزلت ‏{‏ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا‏}‏ من علم الذي سألتموني عنه أن يأتي قبل غد‏؟‏ ونزل ما ذكر من أصحاب الكهف ونزل ‏(‏ويسألونك عن الروح‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ ‏(‏الإسراء، 85‏)‏ الآية‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف على يمين فمضى له أربعون ليلة، فأنزل الله ‏{‏ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله‏}‏ واستثنى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أربعين ليلة‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه، عن ابن عباس أنه كان يرى الاستثناء ولو بعد سنة، ثم قرأ ‏{‏واذكر ربك إذا نسيت‏}‏ قال‏:‏ إذا ذكرت‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني، عن ابن عباس في هذه الآية قال‏:‏ إذا نسيت أن تقول لشيء‏.‏ إني أفعله، فنسيت أن تقول إن شاء الله، فقل إذا ذكرت‏:‏ إن شاء الله‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن أبي العالية في قوله‏:‏ ‏{‏واذكر ربك إذا نسيت‏}‏ قال‏:‏ تستثني إذا ذكرت‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في رجل حلف ونسي أن يستثني، قال له‏:‏ ثنياه إلى شهر، وقرأ ‏{‏واذكر ربك إذا نسيت‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء أنه قال‏:‏ من حلف على يمين فله الثنيا حلب ناقة‏.‏ وكان طاوس يقول‏:‏ ما دام في مجلسه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم قال‏:‏ يستثني ‏"‏مادام‏"‏ في كلامه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏واذكر ربك إذا نسيت‏}‏ قال‏:‏ إذا نسيت الاستثناء فاستثن إذا ذكرت‏.‏ قال‏:‏

هي خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لأحدنا أن يستثني إلا

في صلة يمينه‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عمر قال‏:‏ كل استثناء موصول فلا حنث

على صاحبه، وإذا كان غير موصول فهو حانث‏.‏

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من حلف فقال‏:‏ إن شاء الله‏.‏ فإن شاء مضى، وإن

شاء رجع غير حانث‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات، عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قال سليمان بن

داود عليهما السلام‏:‏ لأطوقن الليلة على تسعين امرأة، تلد كل امرأة منهن

غلاما يقاتل في سبيل الله‏.‏ فقال له الملك‏:‏ قل إن شاء الله، فلم يقل‏.‏ فطاف فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة نصف إنسأن‏.‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ والذي نفسي بيده، لو قال إن شاء الله، لم يحنث وكان دركا لحاجته‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان، عن عكرمة في قوله‏:‏ ‏{‏واذكر ربك إذا نسيت‏}‏ قال‏:‏ إذا غضبت‏.‏

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات، عن الحسن في قوله‏:‏ ‏{‏واذكر ربك إذا نسيت‏}‏ قال‏:‏ إذا لم تقل إن شاء الله‏.‏

وأخرج البيهقي من طريق المعتمر بن سليمان قال‏:‏ سمعت أبا الحارث، عن رجل من أهل الكوفة كان يقرأ القرآن في الآية قال‏:‏ إذا نسي الإنسان أن يقول إن شاء الله، فتوبته من ذلك أن يقول‏:‏ ‏{‏عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا‏}‏‏.‏

 الآية 25 - 26

أخرج الخطيب في تاريخه عن حكيم بن عقال قال‏:‏ سمعت عثمان بن عفان يقرأ‏:‏ ‏{‏ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين‏}‏ منونة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس قال‏:‏ إن الرجل ليفسر الآية يرى أنها كذلك، فيهوي أبعد ما بين السماء والأرض، ثم تلا ‏{‏ولبثوا في كهفهم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ ثم قال‏:‏ كم لبث القوم‏؟‏ قالوا‏:‏ ثلاثمائة وتسع سنين‏.‏ قال‏:‏ لو كانوا لبثوا كذلك، لم يقل الله‏:‏ ‏{‏قل الله أعلم بما لبثوا‏}‏ ولكنه حكى مقالة القوم فقال‏:‏ ‏{‏سيقولون ثلاثة‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏رجما بالغيب‏}‏ وأخبر أنهم لا يعلمون قال‏:‏ سيقولون ‏{‏ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في حرف ابن مسعود ‏"‏وقالوا لبثوا في كهفهم‏"‏ الآية‏.‏ يعني، إنما قاله الناس‏.‏ ألا ترى أنه قال‏:‏ ‏{‏قل الله أعلم بما لبثوا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا‏}‏ قال‏:‏ هذا قول أهل الكتاب، فرد الله عليهم

{‏قل الله أعلم بما لبثوا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الضحاك قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏{‏في كهفهم ثلاثمائة‏}‏ قيل‏:‏ يا رسول الله، أياما، أم شهورا، أم سنين‏؟‏ فأنزل الله ‏{‏سنين وازدادوا تسعا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه من وجه آخر، عن الضحاك عن ابن عباس موصولا‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا‏}‏ يقول‏:‏ عدد ما لبثوا‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏أبصر به وأسمع‏}‏ قال‏:‏ الله يقوله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏أبصر به وأسمع‏}‏ قال‏:‏ لا أحد أبصر من الله ولا أسمع تبارك وتعالى‏.‏ والله أعلم بالصواب والحمد لله وحده‏.‏